استحي فإني أستحيي منك
ذات يوم بينما كنت أهُمُّ بركوب الحافلة لمحت شيخا هرما بداخلها يغازل شابة في ريعان
شبابها،فما كان منها إلا أن غيرت المقعد و ابتعدت عنه.فقلت لنفسي و الله لقد ضاعت
الأخلاق في هذا الزمان.فتذكرت نماذج سيئة أخرى من الشيوخ من هذا القبيل،فأحدهم
دأب على الزنا رغم كونه متزوجا،و الثاني يمسك بسيجارة بين أصابعه ليزيد في
تدمير جسمه المنهك أصلا،و الثالث يتفوه بكلام بذيء يتعلق بالجنس.
عجيب أمر هذا المجتمع،أيعقل أن شيخا شاب شعره و احدودب ظهره و تجعدت بشرته
و ضعف بصره أن يتجرّأ على حدود الله بالمعاصي و الفواحش،و لا يراعي أخلاقا و لا
قيما و لا ربّا و حتى من ينظر إليه من الناس؟
يقول الحبيب المصطفىصلى الله عليه و سلم عندما ذكر الناس الذين لن ينظر الله إليهم
يوم القيامة: ( و شيخ زان).و في حديث قدسي يقول الله مخاطبا الشيخ
استحي مني فإني
أستحيي منك).
فإذا كان بعض الشباب في أوج قوتهم تضطرهم نزواتهم و عدم تمالكهم لأنفسهم إزاء نار
الشهوة التي تضطرم في وجدانهم فيقعون في حبال الفاحشة،فما يحمل الشيخ الذي بلغ من
الكبر عتيا، و هو الضعيف في كل شيء، على الانحراف؟
إنه ضعف إيمان و عدم إحساس بقرب الأجل المحتوم و غفلة أنسته الآخرة.فهؤلاء
و العياذ بالله تمكنت من نفوسهم الشهوة المحرمة و تجذرت في قلوبهم المعصية،و فيهم
صح المثل القائل : من شب على شيء شاب عليه.
الموضوع مفتوح للنقاش و التعليقات
أرجو تفاعلكم الجاد